أُجبرت على التهجير قسراً ثلاثة مرات.. لكنها لم تفقد الأمل

تكافح زينب شيخو، التي اضطرت لمغادرة منزلها الذي قامت ببنائه بجهد كبير ثلاث مرات، هذه المرة من أجل بناء منزلها في الحسكة بشق الأنفس، لكنها أكدت أنها لن تترك ديارها.

بعد هجمات جيش الاحتلال التركية ومرتزقتها عام 2016 على مدينة حلب أجبرت زينب شيخو على الانتقال إلى مدينة عفرين وبناء حياتها من جديد مع عائلتها، ولدى بدأ جيش الاحتلال التركي والمرتزقة التابعين له بشن عملية عسكرية على مدينة عفرين في 20 كانون الثاني عام 2018 ، أُجبرت زينب شيخو على التهجير قسراً للمرة الثانية بعد مقاومة ونضال دام لمدة 85 يوماً.

 

وحاولت زينب شيخو الاستقرار وبناء نفسها مرة ثانية في مناطق الشهباء، إلا أنها أُجبرت على التهجير قسراً للمرة الثالثة بسبب الهجمات الأخيرة لجيش الاحتلال التركي والمرتزقة التابعي له بتاريخ 29 تشرين الثاني عام 2024، والآن تحاول بناء حياة جديدة لنفسها في منطقة الحسكة. 

وفي هذا السياق، ألتقت وكالتنا مع المواطنة زينب شيخو لتروي لنا قصة تهجيرها القسري والمعاناة التي عايشتها أثناء رحلة التهجير والتي تحدثت قائلة: "لقد قاومنا في عفرين لمدة 58 يوماً ضد كافة هجمات جيش الاحتلال التركي، إلا أننا أُجبرنا على التهجير القسري إلى مناطق الشهباء منذ 6 أعوام واستغرق الأمر وقتاً حتى تمكنا من الاعتياد على العيش في الشهباء".

وتابعت زينب حديثها قائلةً: "أنا أم لـ 5 أطفال وهناك شخص واحد يعيل العائلة، ونحن بدورنا لا نبحث عن حياة الرفاهية، وأن الشيء الوحيد الذي نريده في هذه الحياة هو السلام والاستقرار". 

إلى متى سيستمر التهجير ؟

وتساءلت زينب قائلة: "إلى متى سنبقى مهجرين ونبني لأنفسنا نظام حياتنا الخاصة، فأين العدالة والمساواة؟". 

استشهد 15 شخصًا من عائلتها

عائلة زينب شيخو لا تختلف عن العائلات الأخرى في عفرين التي تأثرت بالحرب التي لاحقت العفرينين، لتذكر زينب في حديثها عن المعاناة وقسوة حرب الاحتلال التركي التي تسببت باستشهاد 15 شخصاً من عائلتها، وأردفت قائلةً: "استشهد زوج أختي في عفرين وترك خلفه 5 أطفال، وفي الهجمات الأخيرة استشهد أخي البالغ من العمر 28 عاماً وزوجته البالغة من العمر 28 عاماً وتيتم 3 أطفال".

النهوض بوجه كافة الصعوبات والمشقات

وذكرت زينب شيخو في حديثها عن أهمية الدعم الاجتماعي والنفسي رغم ما واجهوه من صعوبات ومشقات، وأضافت:" بقينا لمدة 5 أيام في الطبقة، ومن ثم توجهنا إلى الحسكة وبمساعدة الإدارة الذاتية تمكنا من مواصلة حياتنا والوصول إلى بر الأمان، وحالياً شعبنا في حالة تعبئة، ويقفون إلى جانبنا، حيث أن الأهالي هنا يقدمون المساعدات لأهالي عفرين قدر ما يستطيعون".  

وأنهت المواطنة زينب حديثها بالقول أنها لا تريد أن يعيش أحد هذه المعاناة التي حلت بهم، وأضافت ”سنعود يوماً ما إلى عفرين ولن نترك دماء شهدائنا في الأرض، وسنحصل على حقوقنا بالمقاومة“.